مواضيع متنوعة > اردموا الهوة بينكم وبين رسول الله
اردموا الهوة بينكم وبين رسول الله

لعل أزمة الإساءة إلى نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام وما أدت إليه من تفاعلات في العالم، مناسَبةٌ مناسِبة جداً، وفرصةٌ سانحةٌ لردم الهوة الّتي تفصل ما بين المسلمين ونبيهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فهذه الإساءة ليست أعظم شيءٍ فُعل بحق النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في هذا الزّمان، فقد أُسيئ إليه بأكثر من هذا وأساء إليه كثيراً ممن يسكنون ديارنا، يشاركوننا أوطاننا، ويتكلمون بلغتنا، ويتسمون بأسمائنا

( اردموا الهوة بينكم وبين رسول الله )
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم على سيّدنا محمّد و على آله وأصحابه أجمعين، اللّهمّ حبّب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكرّه علينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الرّاشدين، اللّهمّ أرنا الحقّ حقّاً و ارزقنا إتباعه و حبّبنا فيه، وأرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه و كرّهنا فيه, اللّهمّ اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت، واصرف عنّا سيّئ الأخلاق لا يصرف عنّا سيّئها إلاّ أنت, اللّهم إنا نسألك حبّك وحبّ من يحّبك وحبّ العمل الّذي يقربنا إلى حبّك، وصلِّ اللّهمّ على سيّدنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم.
لعل أزمة الإساءة إلى نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام وما أدت إليه من تفاعلات في العالم، مناسَبةٌ مناسِبة جداً، وفرصةٌ سانحةٌ لردم الهوة الّتي تفصل ما بين المسلمين ونبيهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فهذه الإساءة ليست أعظم شيءٍ فُعل بحق النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في هذا الزّمان، فقد أُسيئ إليه بأكثر من هذا وأساء إليه كثيراً ممن يسكنون ديارنا، يشاركوننا أوطاننا، ويتكلمون بلغتنا، ويتسمون بأسمائنا، حفلت وسائل إعلام المسلمين بإساءات خفّية وظاهرة للنبي عليه الصّلاة والسّلام ووجد بين المسلمين من يتزيّا بزيّ الإسلام ولكنّه يبطن عداوةٍ حاقدةٍ للإسلام ونبيه وكتابه وتاريخه، وكل ما يتصل به من مقدسات، وهذا يقتضي منّا أنْ نعيد النّظر بمجمل علاقتنا مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، ِلمَ لَمْ تأخذنا الغيرة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل هذه المناسبة، جميل أن تأخذنا الغيرة بهذه المناسبة، ولكنْ لابد من أن نحسب حساباً للمستقبل، فهذه الفورة قد لا تطول ومن الطّبيعيّ أن لا تطول، ولكن يفترض بنا أن نأخذ من هذه الفورة دروساً سريعة، نؤصلها لنجعلها منهاج حياة ومنهاج تفكير بحيث نجنب أنفسنا إساءات أخرى يحتمل أن تقع وألاّ تلقى هذه الثّورة نفسها.
يعاني المسلمون من جهل مطبق بشخص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، إلا في العموميات والخطوط العريضة، يستثنى في ذلك فئة من المهتمين من الملتزمين إمّا أن يكونوا واظبوا على مجالس العلم وصحبة العلماء فعرفوا عن النّبيّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أكثر مما عرفه غيرهم، وإمّا أن يكونوا مهتمين بالقراءة فقرؤوا عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أكثر مما قرأه غيرهم، وأما الغالبية العظمى من المجتمع المسلم، فإن الجهل هو الذي يحكم علاقتهم بالنّبيّ صلوات الله وسلامه عليه، أمثال هؤلاء إذا طرحت شبهاتٌ حول رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمامهم فإنهم لن يستطيعوا أن يردوا عليها، لن يستطيعوا أن يتملّصوا منها. ربما أثرّت هذه الشّبهات عليهم وأخلّت بعقيدتهم وربما كانت عقيدتهم أقوى من الشّبهات فلم يتزعزع اعتقادهم بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، ولكنهم ربما لا يستطيعون أن يجيبوا، لا يستطيعون أن يُسكتوا من يطرح هذه الشّبهات بحق رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وفي ديارنا كثير ممن يتبنون هذه الشّبهات ويبثونّها بين الشّباب، منهم المسلم السابق الّذي ورث الإسلام وراثة عن أمه وأبيه ولكنه تبنى عقيدة غير عقيدة الإسلام كالإلحاد، وربما النّصرانية، وهؤلاء في شبابنا وإن كانوا قلّة ولكنه خطيرون ويحاولون أن يزيدوا عددهم المرتدون عن الإسلام نحو الإلحاد أو نحو النّصرانية، فإن لهم أثراً خبيثاً خطيراً جداً وخاصة أولئك الجامعيون الّذين ينتشرون بين أصحابهم من طلاب الجامعات، ويطرحون شبهاتً مدروسة من قبل جهات عليا هي الّتي تدعمهم وهي الّتي توجههم ويتفننون في طرح هذه الشّبهات، وشبابنا ليسوا على تلك الدّرجة العالية من الوعي وغالبية شبابنا ليست لها مرجعيات ترجع إليها بحيث إذا ُطرحت شبهة على هذا الشّاب يرجع إلى إمامه إلى مرجعه فيقول له ما جواب وما الرد عليه ولهذا يقع الشّباب في غالب الأحيان في حيرة أمام هذه الشّبهات الّتي إن لم تجعله يرتد عن الإسلام فإنها ستجعله يتشكك في هذا الإسلام على الأقل وشعار أولئك المنصّرين الدّعاة إلى خروج المسلمين من الإسلام، أخرجوا المسلمين من الإسلام ولا تدخلوهم في النّصرانية فهم لا يهتمون كثيراً بأن يقنعوا الآخرين من المسلمين بالنّصرانية المهم أن يشككوهم بالإسلام والمهم عندهم أن يجعلوهم بلا انتماء حتى يكون المجتمع المسلم فريسة سهلة لمثل هذه العقيدة الفاسدة، فرغّوا هذا المجتمع من الفكر الإسلامي والعلم الإسلامي، والردّ على ذلك هو العودة إلى هذا العلم نريد إذاً أن نردم الهوة بيننا وبين النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بزيادة تعرفّنا عليه وهذا واجب له محاور عدة:
أوله ما ينبغي فعله عليك يا أيّها المسلم هو أن تبدأ أنت بالتّعرف على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، جميل أن تغضب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم عندما يساء إليه ولكن لو أن أولئك المسيئين استدعوك بالتّحديد وأنت تظهر مظاهر الغضب وسألوك حدّثنا عن نبيِّك ماذا تعرف وسألوك بعض الأسئلة عنه فهل تستطيع أن تجيب على كل أسئلتهم، ولو أنهم طرحوا بعض الشّبهات الّتي أخذوها عن دراسة وعن دراية فهل تستطيع أن ترد عليهم شبهاتهم إذا كنت لا تستطيع أن تردّ فسوف تقف في موقف حرج يقولون لك تغضب لإنسان لا تعرف الكثير عنه طبعاً هذا افتراض ولكن الواقع أننا نعرف عن نبينا أكثر مما يعرفون والّذين رسموا تلك الرسومات المسيئة للنبيّ عليه الصّلاة السّلام لا يعرفون عنه صلوات الله وسلامه عليه شيئاً على الإطلاق، نحن نعرف عنه بعض الأشياء بفضل الله ولكن هذا لا يكفي لأنهم ليسوا جميعاً جاهلين بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وفيهم من درس حياة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام واطلّع على تفاصيل فيها ولكن تفاصيل انتقائية أراد بها أن يوجه الإساءة المقصودة إلى شخص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وهذا يقتضي منا أن نكون على درجة عالية من الاطّلاع والمعرفة في حياة نّبينّا عليه الصّلاة والسّلام وبشخصيته التّعرف على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقتضي منك أمرين اثنين: الأمر الأول المواظبة على صحبة العلماء لأن صحبة العلماء هي الطّريقة المثلى للتعريف بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لا قراءة الكتب فحسب فعندما تصحب عالماً تأخذ عنه أقوال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأحواله وأفعاله أخذاً نظرّياً وعملّياً تأخذها بالأقوال والدّروس والمحاضرات، وتأخذها مجسدّة بأحوال العالم الّذي تصحبه فإنك سوف تعرف النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام معرفة وثيقة وسوف يدخل حبّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى قلبك دخولاً يسيراً دائماً أبدياً، فيفترض بنا إذاً أن نواظب على صحبة العلماء، وأن نشجع النّاس على صحبة العلماء وأن نفهمهم أن الإسلام لا ُيؤخذ فقط عن الكتب إنما ُيؤخذ الإسلام في الأصل عن الرجال ثم ُيؤخذ عن الكتب الّتي يراد بها توثيق المعلومات وتيسير وصول المعلومات وليست الكتب بديلة أبداً عن صحبة العلماء.
إذاً صحبة العلماء أولاً، وقراءة الكتب ثانياً، القراءة والإطلاع للتعرف على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بشكل منهجيّ لا بشكل انتقائي يسمع معلومة من هنا ومعلومة من هناك، وإذا أردت أن تقرأ عن سيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فاعلم أن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام شخصية عظيمة، التّعرف عليها يحتاج أن تبذل جهداً عظيماً في سبيل ذلك، فليس شخص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ذلك الشّخص البسيط ذلك الشّخص القليل المعارف ذلك الشّخص الّذي ليس فيه إلاّ بعض الصّفات، وليس في حياته إلاّ بعض الأحداث بحيث يمكن أن تقرأ قصة حياته في كتيّب مختصر، يختزن لك كل حياته صلّى الله عليه وسلم أقواله لوحدها أُلّف في جمعها آلاف المجلدات فقط في جمع أقواله، الّتي قالها عليه الصّلاة والسّلام لا في مدة حياته كلها، ولكنْ فقط في مدة نبوّته الأعوام الثّلاثة والعشرين فما بالك في بقية التّفاصيل.
التّعرف على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يمكن أن يوّجه في ثلاثة محاور:
• المحور الأول قراءة كتاب في السيرة.
• والمحور الثّاني قراءة كتاب في الشّمائل.
• والمحور الثّالث قراءة كتاب في السنة.
الأول يُعرّفنا بسيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في مسيرة حياته المجملة، من ولادته إلى وفاته صلّى الله عليه وسلم وما مرّ خلال هذه الحياة من أحداث هامة متميزة، يُعرّفنا بزواجه، بعثته، وهجرته، والمغازي الّتي خاضها ورسائله إلى الملوك والأحداث الجسيمة الّتي مرت بالمسلمين في مدة حياته صلّى الله عليه وسلم يُعرّفنا بنسبه بأقاربه بأمّه وأبيه يُعرّفنا بأولاده وزوجاته وبناته يُعرّفنا بالخطوط العريضة لقصة حياته صلّى الله عليه وسلم.
وأما النّوع الثّاني، ألا وهو كتب الشّمائل فإنه يُعرّفنا بالصّفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله عليه الصّلاة والسّلام كما رواها عنه صحابته الكرام رضوان الله عليهم ووثّقها من بعدهم أئمة الحديث، يُعرّفنا بهيئة جسمه صلّى الله عليه وسلم يُعرّفنا بطوله يُعرّفنا بلون شعره، بشكل شعره، يُعرّفنا بهيئة، وجهه وعينيه يُعرّفنا بأخلاقه، بفضله بحلمه بتواضعه بكرمه بعفوه وسماحته.
وأما النّوع الثّالث ألا وهو كتب السنن النّبوية فإنه يُعرّفنا بأقوال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم مرتبة على حسب الموضوعات، يُعرّفنا بما قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في الحض على الصّلاة، في الحض على الزّكاة، في الحض على بر الوالدين، في الحض على صلة الأرحام، وثقوا أيّها الأخوة أن قليلاً قليلاً جداً من هذه الأمور لو عرفها غير المسلم لأعظم الإسلام، وأحبه كثيراً، أفاجأ! وأفاجأ! عندما أسمع من مسلم جديد دخل في الإسلام بعد حياة قضاها في دين آخر في النّصرانية وفي غيرها رغم أنه عاش في مجتمع مسلم طوال عشرين أو ثلاثين عاماً لم يكن يعرف عن الإسلام إلا أمورً قليلة جداً مشوّهة من أن الإسلام يبغض غير المسلمين وأنّ المسلم يظلم المرأة وأنّ الإسلام يبيح تعدد الزّوجات لأنّ الرجل يحب الشّهوات ويحب النّساء هذه الأمور فقط رغم أنه يعيش في مجتمع مسلم.
أخبرني أحد هؤلاء المسلمين أنّه سمع أول ما سمع آية من القرآن قول الله تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْكِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * } سمع هذه الآيات فانقلب تفكيره 180 درجة وقال في الإسلام مثل هذا!!.
هذا مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام، وهذه الآية عندنا عشرات الآيات ومئات الآيات وآلاف الأحاديث مما يشبهها في الحض على الأخلاق الفاضلة، وفي برِّ الوالدين وصلة الأرحام والعطاء، والتّسامح آية واحدة ومبدأ أساسي من مبادئ الإسلام، تعرّف عليه ففوجئ وذهل وجعل يبحث أكثر وأكثر عن الإسلام حتى دخل في الإسلام بكل حب ورغبة، إذاً هم متعطشون ولكنّهم لا يظنوا أن الإسلام يرويهم فعندما يعرفون القليل عن الإسلام الحقيقيّ فإنهم لن يستطيعوا مقاومة جاذبيته واجبنا إذاً أن نعّرفهم به كيف نعرّفهم به دون أنْ نكون عارفين به تمام المعرفة؟..
إذاً قراءة كتاب في السيرة، وقراءة كتاب في الشّمائل، وقراءة كتاب في السنة.
أما في السيرة المطهرة فإنّي أقترح عليكم بعض الكتب الّتي يمكن أنْ تجعلوها أعمدة لمكتباتكم المنزلية من الكتب النّافعة في السيرة النّبوية المطهّرة:
• كتاب صور من حياة الرسول مؤلفه أمين دويدر.
• وكتاب الرحيق المختوم في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم مؤلفه: صفيّ الرحمن المباركفوري.
• وكتاب فقه السيرة مؤلفه الشّيخ محمد الغزاليِّ.
• وكتاب فقه السيرة النّبوية ومؤلفه الدّكتور محمد سعيد رمضان البوطيِّ.
وإذا أردتم التّوسع فإنّ هناك كتباً أوسع وأضخم، ككتاب سيرة ابن هشام السيرة النّبوية لابن هشام في أربعة مجلدات، وهناك اختصاراً له تهذيب كتاب السيرة النّبوية لابن هشام لعبد السّلام هارون.
وهناك كتاب السيرة النّبوية للشيخ أبي الحسن النّدويّ.
وأما في الشّمائل فهناك كتب عديدة أشهرها كتاب الشّمائل المحمدية للإمام التّرمذي صاحب السنن.
وهناك كتاب سيدنا محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم شمائله الحميدة وخصاله المجيدة للشيخ عبد الله سراج الدّين رحمه الله.
وهناك مختصرات في الشّمائل توضح بعض أخلاق النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام منها كتاب لطيف أُلّف حديثاً هو كتاب علّموا أولادكم محبة رسول الله صلّى الله عليه وسلم مؤلفه: محمد عبده اليماني.
وأما في السنن فإنّ أشهر كتاب مختصر جامع للسنة النّبوية المطهرة هو كتاب رياض الصّالحين للإمام النوويّ.
ومن أراد التّوسع فهناك كتاب اللّؤلؤ والمرجان لما اتفق عليه الشّيخان مؤلفه محمد فؤاد عبد الباقي وهو أصحّ كتاب على الإطلاق بعد القرآن الكريم لأنّ فيه الأحاديث الّتي اتفق عليها البخاريّ ومسلم وهي أصح الأحاديث على الإطلاق وهي أصح كلام بعد كلام الله تعالى.
ومن أراد التّوسع أكثر فهناك كتاب التّرغيب والتّرهيب للإمام المنذريّ وما وراء هذه الكتب فهناك كتب تخصصيّة واسعة من الأمّهات والسنن والّتي قد ُيشكل على الإنسان العاميّ قراءتها لكثرة المكررات فيها وللأسانيد المطوّلة الّتي فيها.
إذاً هذه هي المحاور الثّلاثة الّتي يجب أن نغني اطّلاعنا من خلالها كل واحد منا مطالب في أنْ يقرأ في هذه المجالات وفي أنْ يشجع أهل بيته ورفاقه وإخوانه وزملاءه على القراءة فيها أقرؤوا في هذه الكتب والكتاب الّذي يروقكم والّذي تشعرون أنّكم انسجمتم معه واستفدتم به وتأثرتم به اقتنوا منه عدداً من النسخ على حسب استطاعتكم المادية، اقتن منه عشر نسخ اقتن منه مئة نسخة إذا كنت متمكناً واجعل هذا الكتاب هديتك لكل من تحب في كل مناسبة كلما صارت هناك مناسبةٌ بين رفاقك بين أقاربك، أحدهم تزوج، أحدهم رزق بمولود، أحدهم انتقل إلى بيت، أحدهم مرض، فأهدهم كتاب من هذه الكتب لنشر العلم الموجود في هذا الكتاب من ناحية ولنشر ثقافة القراءة مطلقاً من ناحية أخرى حتى نذكر أن الكتاب خير هدية
أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرج سابحٍ * وخير جليسٍ في الزّمان كتابُ
ومثل هذا لا يكلف كثيرا, عندما يمرض أخٌ لك وتزوره تأخذُ له علبة حلوى صندوق شوكولاه, كم ثمنه في الغالب مئة وخمسون, مئتان ربما تكون حلوى فاخرة من محلٍ فاخر تكون علبة الحلوى بخمسِ مئة ليرة, بهذا المبلغ تشتري كتابين أو ثلاثة كتب, كم يكون ذلك نافعاً, وإن فكرت بمثل هذه من ناحيةٍ دنيويةٍ بحتة فإن الكتاب هديةٌ أفضل من غيره, لأن الحلوى ستؤكل وينسى هديتك, أما الكتاب فسيبقى أمامه زماناً طويلاً ويتذكر هديتك ويشعر بفضلك ويدين لك بالجميل, لن ينسى هديتك له طوال العمر إلاّ إذا فنيَ الكتاب, والكتاب لا يفنى إلى إذا أكلته الفئران أو أحرقته النار, سوف يبقى صامدا أمامه يذكِّره بفضلك ويذكِّره بمنَّتك عليه, إذاً إذا أعجبك كتابٌ من هذه الكتب وشعرت بانتفاعك به تشتري منه نسخاً كثيرة, واغتنم فرصة وجود هذا الكتاب في الأسواق لأن الكتاب لا يوجد دائما في أي وقتٍ في المكتبات, إنما هي طَبَعاتٌ تنفد وقد لا يُجدَّدُ طباعته مرةً أخرى, ونحمد الله أن هناك حرِّيةً في انتشار هذه الكتب, لو كنت في دولةٍ مثل تونُس على سبيل المثال لما تيسَّر لك أن تشتريَ أيَّ كتابٍ إسلاميٍّ من المكتبات, الكتب الإسلامية عموماً محاربةٌ ممنوعةٌ في المكتبات والأسواق التّونسية, ومثل هذا بدأ يسري إلى بعض البلاد المسلمة الأخرى, نحمد الله أنّنا في عافية وأننا بأمنٍ من هذه الكُرُبات من هذه المعضلات, لذلك ينبغي أن نغتنم فرصة هذه النعمة الّتي أتاحها الله تعالى لنا في بلادنا, فالكتب الإسلامية متاحةٌ, والمكتبات الإسلامية متيسِّرةٌ في أرجاء البلاد, لذلك اغتنم هذه الفرصة حتى لا تكون حجَّةً عليك, إذا اجعلِ الكتاب هديَّتك, ولْتكن الكتب الآن موجَّهةً باتجاه التّعرف على شخص سيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام والتّعريف به, فأهدِ كلَّ من تحب كتاباً من هذه الكتب, اغتنم كل مناسبة, طبعا لا تستطيع أن تهديَ عشرين مليون كتاب لعشرين مليون إنسان في سوريا, ولكنك تستطيع أن تعير كتاباً واحداً لألف إنسان, إذا تستطيع أن تستخدم الآن مسألة الإعارة كوسيلةٍ لنشر هذا العلم, أعط أحد إخوتك الّذين تحبهم كتابا من هذا القبيل, قل له اقرأه وأعده لي, فعندما يقرأه ويحبه فسوف يقول لك من أين اشتريته دلَّني على المكتبة الّتي اشتريتَهُ منها, سوف يشتري منه, وقد يخترع هو طرقا أخرى لنشر هذا الكتاب عند الآخرين لم تخطر ببالك أنت فيكون ذلك في صحيفة أعمالك, الكتاب الواحد تستطيع أن تعيره لخلقٍ كثيرين, إذا الهديةُ وسيلةٌ, ولكنَّ الإعارة وسيلةٌ أخرى ولكلٍّ من هاتين الوسيلتين فوائد, الإعارة كلفتها أقل ويمكن أن تفيد أناساً أكثر, أما الهدية فإن ثباتها عند المهدي إليه أطول, ويمكن أن ينتفع بها أكثر, استعار كتاب, قرأه, أعاده إليك, ولكن عندما تهديه الكتاب قد يقرأه عشْر مرَّات, يُتمُّ قراءته فيبدأ قراءته من جديد, قد يحتاج إلى الرُّجوع إليه مرةً بعد مرة للاطلاع على معلومةٍ بعينها, أو فكرةٍ فاتته, غابت عنه, فالكتاب صار مرجعا متيَسِّراً له موجودا في مكتبته يرجع إليه متى شاء ومتى احتاج.
ودرِّبوا إخوتكم الصّغار وأولادكم الصّغار على القراءة, وعرِّفوهم بشخص سيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من خلال هذه الكتب, وهناك كتبٌ عديدةٌ في السيرة النّبوية المطهرة يمكن أن توجَّه للأطفال الصّغار, منها كتاب سيرةِ خاتَمِ النّبيّين للشيخ أبي الحسن النّدويّ للصغار, له كتابٌ في السيرة للكبار وآخر للصغار, ومنها القصص النّبويّ للأطفال الّذي صار كثيراً جداً ومتاحاً جداً طبعته مكتباتٌ كثيرةٌ في بلادنا, يوجد في ستة عشَر جزءا, وفي اثني عشر جزءا, أشكال كثيرة بحيث يسهل على الطّفل قراءةُ جزءٍ, ثم قراءة جزءٍ آخر حيث يشعر أنه أنجز إنجازاً بعد أن يكون قد قرأ صفحاتٍ قليلة, بخلاف الكتاب السميك الّذي يشعر الطّفل بعدم الشّوق والرَّغبةِ بقراءته, لأنه لن يشعرَ بالنّهاية إلا عند آخر الكتاب, وأن يصل إلى آخر الكتاب هذا صعب عليه, فتجزئة الكتاب إلى قصص قصيرة يناسب نفسية الطّفل, وقد اشتغل غير المسلمين بمثل هذا المجال مع الطّفل أكثر من ما اشتغل المسلمون بكثير, فعندهم وسائلُ كثيرةٌ يعرِّفون الطّفل من خلالها بما يريدون, نريد أن نركز مثلاً على الجانب الدّيني عندهم, أصحاب الأديان من الغربيين اهتموا كثيراً بالطّفل, فتجد التّوراة مصورةً, تجد الإنجيل مصور, موجَّهاً للطفل بالتّحديد, بقصصٍ شائقٍ مصحوبةٍ برسوم جميلة جداً, نستطيع أن نفعل ذلك مع تجنُّب رسم الأشخاص المقدَّسين كسيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام والصّحابة الكرام رضوان الله عليهم, نستطيع أن نستخدم الرسم بطريقةٍ مدروسةٍ ومضبوطةٍ بضوابط شرعية, وهذا يحتاج طبعاً إلى خبراتٍ في الرسم فضلاً عن مرجعيِّاتٍ في الأحكام الشّرعية, المهم ينبغي أن نخاطب الطّفل بالطّريقة الّتي يفهما, بالطّريقة الّتي ينسجم معها.
استخدام الرسوم المتحرَّكة, استخدام وسائل الإخراج الّتي صارت متيسرة في برامج الحاسوب في برامج التّصميم الكثيرة, هذا مفيد جداً حتى نوصل فكرةً معيَّنةً إلى الطّفل, يمكن التّركيز على قصصٍ بعينها من سيرة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, الطّفل قد لا يستطيع استيعاب القصة النّبوية كاملة من أوَّلها إلى آخرها, ولكن انتقاء قصصٍ نبويٍّ كثير هادف وموجه وصياغته بطريقةٍ جميلةٍ حديثةٍ مفيدٌ جداً للأطفال, ومن الممكن أن تساهموا أنتم بذلك كما سوف نأتي على ذلك
بعد قليل.
إذاً علموا إخوتكم وأولادكم وأخواتِكم وبناتِكم أن يقرؤوا ما يعرِّفهم على شخص سيِّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام, علِّموهم أن يهتموا كثيرا بالتّعرف عليه صلّى الله عليه وسلم, واذكروا قول سيدنا عليٍّ كرَّم الله وجهه: أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال, حبِّ نبِّيِّكم صلّى الله عليه وسلم, وحبِّ آلِ بيتِه, وتلاوةِ القرآن, لاحظوا كيف جعل سيدنا عليٌّ حبَّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أوّل الأمور المطلوبة, لأنهم أحبوا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, أحبوا كلَّ ما يتصل به, أحبُّوا القرآن, وأحبوا الإسلام, وأحبوا الصّلاة وأحبوا الاستقامة على الشّرع الحنيف, واستمروا على ذلك إلى آخر الحياة, أما إذا ألزمناهم حفظ القرآنِ وتلاوتَهُ والاستقامة على الشّرع, وألزمناهم الصّلاة والصّيام وألزمنا الفتياتِ الحجابَ وهم غيرُ محبين لشخص سيدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فإنهم يمكن أن ينفروا من ذلك يوما ما, ويمكن أن ينقلبوا على كلِّ ما أمرناهم به وعوَّدناهم عليه, فالأساس هو حبُّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, وهو الأساس الّذي بنيت دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم عليه, حّببه الله إلى النّاس فقبل النّاس دعوته, عاش بين النّاس أربعين عاماً فأحبوه فاستجابوا له لمَّا دعاهم, وما أجمل ذلك الوصف الّذي وصف به سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من رآه بديهةً هابه, ومن خالطه معرفة أحبه, فلا يستطيع أحدٌ أن يخالط النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ويتعرَّفَ عليه ثم لا يحبَّه, فنحن نريد الآن أن نعرِّف النّاس بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام حتى يحبُّوه, وأن نتعرف عليه أكثر حتى نحبه أكثر, وبقدر ما تزداد معرفتنا به عليه الصّلاة والسّلام تزداد محبَّتنا له عليه صلّى الله عليه وسلم, إذاً هذا المحور الأساسيُّ الأول, ألا وهو ردمُ الهوةِ المعرفية الّتي تفصل بيننا وبين النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, بأن نتعرف عليه من خلال صحبة العلماء, ومن خلال قراءة الكتب, ثم أن نعرف الآخرين عليه بأن نهدي الكتاب الّذي يعرّف بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأن نعير ما نملك من كتب وأن نعلّم أولادنا وندربهم على قراءة ما يتصل بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وما يعّرفهم عليه, مجال آخر لردم الهوة بيننا وبين النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, لكل واحد منّا اهتمام وموهبة خصّه الله به دون غيره قد يتميّز امرؤ بالرّسم، قد يتميّز آخر بحب المطالعة، قد يتميّز ثالث بحبّ الكتابة، وقد يحبّ آخرون الشّعر, علينا الآن أن نوجّه مواهبنا كلّها باتجاه خدمة سيّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وتعريف الآخرين عليه, هل تحبّ الشّعر؟ حاول أن توجّه هذه الموهبة لخدمة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تقول أنا أحبّ الشّعر ولكنّي لا أتقنه نقول إذاً درّب نفسك على إتقان الشّعر, تعلّم العروض, واقرأ أشعار العرب, واحفظ ما تستطيع منها واقرأ في علم البلاغة حتى تمتلك ذخيرة كافية من الأدوات بحيث يمكن أن تكتب شعراً ناجحاً يوصل الهدف المرجوّ إلى السامع والآن إبدأ بالكتابة, الشّعراء كثيرون والمتشاعرون أكثر ولكن من يخدم هدفاً نبيلاً من هؤلاء نسبتهم قليلة جداً الآن، اذهب إلى أيّ معرض للكتاب واذهب إلى ركن كتب الأشعار والدّواوين والدّراسات الشّعريّة وانظر إلى العناوين وأسماء المؤلفين والشّعراء تجد كمّاً كبيراً قل أريد شاعراً أريد ديوان شعر في مدح النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قد تجد ديواناً أو ديوانين، وقد لا تجد قد يقول لك البائع ليس عندنا مثل هذا الباب ليس عندنا مثل هذا العنوان، عندنا دواوين نزار قباني وهذا الطّلب عليه أكثر من أيّ شيء آخر في - الغالب القراءة طبعاً في بلادنا قليلة والّذين يقرؤون جلّهم يقرأ أشعار نزار قباني وكتب أ_ب الطّبخ, هذا غالبيّة ما يشترى من المكتبات - وأمّا الكتب الجادّة والعناوين الموجّهة لبناء فكر ولإصلاح نفس فإنّه قليل جدّا, طبعاً بين الفترة والأخرى هناك موجات موضات فترة تخرج موضة الدّاعية الفلاني في التّلفاز، فتباع كتبه بكثرة في المكتبات لأنّ النّاس يرونه في التّلفاز فعندما يسمعون أنّ له كتابا يسارعون إلى شرائه وإن كان المحتوى العلمي الّذي فيه ضحلاً جداً لا يهم المهم أنّه نراه في التّلفاز، تخرج موضة جديدة تأتينا من الغرب البرمجة اللغوية العصبية تجد النّاس يهرعون إلى شراء الكتب المتصلة بها وبعد فترة تنتهي هذه الموضة يعني مثل هذا كثير جداً ولكن القراءة المركّزة الهادفة البعيدة الأمد مفقودة تقريباً، إذا نريد أن نغني هذه الأمور هذه المجالات كل واحد عنده موهبة كما قلنا إن كنت تحب الشّعر فطوّر نفسك في هذه الموهبة حاول أن تكون على خطى حسان بن ثابت وعلى خطى كعب بن زهير وعلى خطى عبد الله بن رواحة ومن الشّعراء الجدد كثيرون ممن ساروا على خطاهم ولكنّهم مقارنة بالشّعراء الآخرين قليلون حاول أن تكثر هؤلاء القليلين، وأن ُتخْدِم هذه الموهبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأن تجعل شعرك إن كنت محبّاً للشعر هاوياً له أن تجعل شعرك موجّها باتّجاه خدمة المصطفى عليه الصّلاة والسّلام، إن كنت تحبّ الرّسم فهل يمكن أن تخدم موهبة الرّسم هذا المجال؟ نعم، يمكن لا يوجد شيء لا يمكن أن يوجّه باتجاه صحيح إلا الأمور المحرّمة من الأساس, « طيّب » الرّسم أليس محرماً من الأساس؟ لا الرّسم حرّمت فيه أشياء وأبيحت أشياء أخرى على سبيل المثال رسم الطّبيعة الصّامتة والطّبيعة الحيّة والرّسوم الرّمزيّة الّتي ليس فيها صور أحياء مباحة ورسم الأحياء للأطفال مباح أيضاً فالأطفال يباح لهم مالا يباح للكبار على سبيل المثال:التّماثيل اتخاذها محرّم, ألعاب الأطفال وإن كانت لأحياء اتّخاذها مباح لعب الأطفال تمتهن ولهذا لا حرمة فيها، وقياساً عليه أقول لا بأس أبداً برسوم الأطفال سواء أكانت رسوماً متحرّكة تعرض في شاشة التّلفاز أو رسوماً جامدةً في المجلات أوفي القصص مادامت موجّهة باتّجاه صحيح ولا ترسم المقدّسات كأشخاص الأنبياء والصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، فحاول أن تجعل موهبة الرّسم خادمة للإسلام ولشخص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وهذا ممكن بعد أن تطور نفسك وتجد في نفسك القدرة على أن تقدم شيئا ما, سل ما تستطيع أن تقدم وسوف تأخذ الجواب ويمكن أن نساعدك كثيراً في هذا المجال إن كنت ترى أنّ عندك حباً للإنترنيت وحبّاً لإنشاء المواقع على الإنترنيت فحاول أن تجعل هذه الموهبة موجّهةً لخدمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وخدمة الإسلام، حاول أن تنشأ مواقع لنصرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وركّز على النّوعية لا على الكمّية قد تجد مواقع كثيرة تتكلم عن فكرة ما ولكنّ محتواها مكّرر متشابه وما فيها من معلومات ومن أفكار ضحل سطحي قد تجد موقعاً واحداً مركّزاً ومدروساً وفيه عمق وفيه غنىً في المواد وفي المعلومات له ثمرات أكثر بكثير من الثّمرات الّتي تؤتيها آلاف المواقع مجتمعة، آلاف المواقع نعم موقع واحد قد تجد عدد الدّاخلين إليه في اليوم يصل إلى نصف مليون زائر أو مليون زائر في بعض الحالات وربّما تجد مئة ألف موقع لا يدخلها مجتمعة في اليوم مليون زائر كلّ موقع يدخله في اليوم زائر أو زائران لماذا؟ قال لأنّ ذاك الموقع محتواه ضخم ومعلوماته فخمة لذلك جذب زوّاراً كثراً وأمّا هذه المواقع فهي ضحلة لذلك تجميع الجهود لإنتاج مواقع ضخمة متكاملة لخدمة الإسلام، وخدمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مفيد جداً وإن لم نستطع أن نجمع هذه المواقع في موقع واحد فإنّ تشابك المواقع بوضع روابط ودعايات ما بين المواقع المختلفة الّتي تخدم هدفاً واحداً يحلّ هذه المشكلة فيكون هناك استقلالية وهناك ربط في وقت واحد عوضاً عن الاندماج الكليّ، يكون هناك استقلالية وربط, فهذا المجال من المجالات الهامّة جداً الّتي يمكن أن نخدم ديننا وأن نخدم من خلالها نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام ماذا نستطيع أن نفعل في الإنترنيت؟ كثيرة هي الأمور الّتي يمكن فعلها أهمّ هذه الأمور التّعريف بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام باللّغات الحيّة غير اللّغة العربيّة لأنّ معظم أعداء الإسلام أو معظم الجاهلين بالإسلام إذا أردنا الموضوعية لا يعرفون اللّغة العربيّة لهذا ينبغي أن نخاطبهم بلغاتهم الّتي يفهمونها, إن استطعت أن تتقن اللّغة الدّنمركية واللّغة السويديّة واللّغة الألمانيّة واللّغة الصّينيّة واليابانيّة فهذا جيّد وإذا لم تستطع فعلى الأقل أن تتقن اللّغة الإنكليزية الّتي لا يكاد مثقّف في أرجاء العالم كلّه لا يعرف الكلام بها ولا يستطيع فهمها فصارت لغة عالميّة شئنا ذلك أم أبينا قد قال عليه الصّلاة والسّلام: [ حدّثوا النّاس بما يفهمون ] فهم يفهمون هذه اللّغة ينبغي أن نحدّثهم بلغتهم لا نقول لهم: تعلّموا اللّغة العربيّة وتعالوا لنفهمكم ديننا, يقولون: ومن قال لكم إننا نريد أن نفهم دينكم, نقول:لا بأس نحن نأتيكم لنفهمكم ديننا وباللّغة الّتي تفهمون, يفترض أن نكون نشطاء في هذه المجالات وأن نستطيع إيصال المعلومة الصّحيحة بالطّريقة الّتي يفهمها الآخرون دون أن نغفل أهمّيّة لغتنا بحيث إذا دخل واحد منهم في الإسلام واقتنع تماما بأركان الإسلام نقول له الآن آن لك أن تتعلم اللّغة العربية آن لك أن تستعرب لا تكون مسلماً كاملاً حتى تصير عربياً إلى حد ما ولكن في البداية لا بدّ من أن نخاطبه بلغته حتى يفهمنا، فإن فهمنا نقول له الآن الحقنا، وأمّا في البداية فنحن نذهب إليه ونكلّمه بلغته, يمكنك أن تنتقي قصصاً من سيرة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ومن شمائله مميّزة تتكلم عن خلقه الرّفيع, يمكنك أن تنتقي أحاديث منتقاة من سنن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وتشتغل في ترجمتها إن كنت متمكناً من اللّغة الأجنبيّة الّتي تشتغل فيها وأن تجعل هذه القصّة المترجمة أو هذا الحديث المترجم رسالة توجهها إلى من تعرف من الأعاجم قد يكون لك أصدقاء في دول أوروبيّة فوجّه هذه الرّسالة إليهم واجعل الرّسائل متواليةً واحدةً بعد أخرى وسوف ترى ثمرات لا تتوقعها لمعرفتهم بأحاديث قليلة جداً وقصص قليلة جداً وجّه إليهم هذه القصص والأحاديث وقل لهم: هذا غيض من فيض وهذا نقطة من بحر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام, إن أردتم المزيد فالآن أدلّكم على المرجع هاهو القرآن وهاهي كتب السيرة النّبوية ويمكن أن تدلهم على مواقع مختصة بالتعريف بالإسلام لغير المسلمين موثوقة لأنّه ليس كلّ موقع يتكلم عن الإسلام يمكن اعتماده كمرجع تدلّهم على مواقع موثوقة تعطيهم عناوينها بعد أن تنقدح الفكرة في أذهانهم وبعد أن يصير عندهم حبّ الإطلاع وحبّ التّعرف إلى المزيد فتكون قد دللتهم على الطّريق ويمكن أن تربطهم بعاِلم من العلماء يراسلونه على بريده ويسألونه ما يشاؤون من أسئلة ويطرحون ما عندهم من تساؤلات وربّما ما عندهم من شكوك ومن شبهات حول الإسلام وحول شخص رسول الله عليه الصّلاة والسّلام, فإن اهتدى هذا الشّخص على يد هذا العالم كتب ذلك في صحيفة أعمالك أيضاً لا في صحيفة أعمال العاِلم فقط لأنّك كنت سبباً [ لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم ] هذه وسيلة أخرى للتعريف بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام, المجال الّذي تعمل فيه إن كنت موظفاً أو مدرّساً أو طالباً تستطيع أن تخدم فيه رسول الله عليه الصّلاة والسّلام إن كنت طالباً في جامعة فلا ريب أنّ في الجامعة لوحة إعلانات أو في الجامعة مجلّة جداريّة استثمر هذه المساحة الإعلانيّة للتعريف بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام انتقي قصصاً هادفة مؤثرة بشرط أن تكون صحيحة ومن هنا لا بدّ من التّثبت من صحة ما ننشر وما نتكلم عنه من علماء موثوقين قبل أن ننشره وقبل أن نعرّف الآخرين به لألاّ نبني بناية كبيرة على أساس واهم على حديث ضعيف أو قصة ليس لها أصل بحيث هذه البناية العظيمة وحبّ الإسلام عند الطّرف الآخر إذا بني على هذا الأساس ثمّ عرف هذا الطّرف الآخر أنّ هذا الحديث ضعيف تنهار البناية كلّها يقول: إذاً أنا عرفت الإسلام أوّل ما عرفته على أساس غير صحيح, إذاً انشر ما صحّ من أحاديث ومن قصص جميلة هادفة وكل قصص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام جميلة وهادفة في الصّحيفة الجداريّة في مجلّة الحائط حاول أن تنشر ذلك أيضا في الموقع الرّسميّ الّذي ينطق بجامعتك أو بالهيئة الّتي تعمل فيها إن وجد فيها منتدى فمن خلال المنتدى وما إلى ذلك, بقدر ما تستطيع وبقدر الموهبة الّتي تمتلكها, نحن نتكلم دائما عن الإعلام وأهمّيته ونقول إنّ الإعلام العالميّ ُمسْيطر عليه من ِقبل الغرب من ِقبل الماسونيّة العالمية ومن ِقبل الصّهاينة وهذا كلّه صحيح لكن هذا لا يعني أننا عاجزون على أن نفعل شيئا أحيانا الكمّ الكبير من الجهود الصّغيرة يعوّض عن الجهد الكبير الجهد الكبير الّذي تقوم به قناة مثل CNN أو BBC أو غير ذلك عوّض عنه جهود كثيرة جداً قامت بها الشّعوب المسلمة من خلال الإعلان الصّغير عن طريق رسائل الجوّال انتشر الإعلان عن إساءة الدّنمرك للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام والدّعوة إلى مقاطعة بضائعها لم تدع أية وسيلة إعلام كبيرة إلى هذه المقاطعة ومع ذلك المقاطعة انتشرت في أرجاء العالم ليس العالم الإسلامي فقط المسلمون في البلاد الأخرى في البلاد الأوروبية والأمريكيّة والأستراليّة قاطعوا البضائع الدنمركية مع أن وسائل الإعلام الكبرى لم تتبنى هذه المقاطعة ولكن هناك إعلام شعبيّ استخدم الوسائل المتاحة ومن الوسائل المتاحة رسائل الجوّال, رسائل الجوّال الآن طبعاً اشتغلت من مدّة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع شغلاً جيّداً في هذا المجال ولكن من المفيد أن تجعل ذلك بعيد الأمد, قل لنفسك عندي معيار في كل أسبوع سأرسل رسالة واحدة فيها خلق من أخلاق النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قصّة مختصرة جدّاً من قصص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى شخص أحبّه تقول: لكن هذا مكلف, نقول: هناك مواقع إنترنيت ترسل رسائل الجوّال بكلفة قليلة جدّاً ولعدد كبير جدّاً الأشخاص استخدم هذه الطّريقة لإرسال رسائل كثيرة لأشخاص كثر دون كلفة تذكر الإنترنيت وسيلة إعلاميّة هامّة جدّاً ليست حكراً على شعب دون آخر ولا تحتاج إلى كلفة ماليّة كبيرة المساهمة في المنتديات إن كنت من هواة ذلك مفيدة جدّاً لخدمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وخدمة الإسلام, ولا تقتصر على المنتديات الموجّهة لخدمة الإسلام أصلاً لأنّ هذه أصلاً لا يدخل إليها إلا من أراد أن يخدم الإسلام ولكن ادخل إلى المنتديات البعيدة عن ذلك وربّما إلى المواقع الّتي أصلاً لا تعترف بهذه المسائل وربّما تكون منحرفة الاتجاه منحرفة الفكر فحاول أن تعرض عليهم أفكارك وأن تضع مع مساهمتك كثيراً من العاطفة الّتي يمكن أن تؤّثر فيهم, إن كانت مساهماتك كلاماً موضوعيّاً نقداً بنّاءً مقالةً أو قصيدةً أو غير ذلك وضع بعد انتهاء مساهمتك رابطاً لموقع نافع موجّه لخدمة الإسلام والتّعريف به بهذا تضمن أن يدخل عدد ولو كان قليلاً من هؤلاء الأشخاص الدّاخلين إلى هذا الموقع الّذي هو ليس موقعاً إسلاميّاً أصلاً ليس موقعاً جيّداً أصلاً تضمن أن يدخل بعض النّاس هنا من باب الفضول ومن باب حبّ الإطلاع إلى ذاك الموقع الإسلاميّ الهادف البنّاء وربّما إذا كان ذاك الموقع السيّئ يدخل إليه ألف شخص افترض أنّ مئة منهم جرّبوا أن يدخلوا إلى هذا الرّابط هؤلاء المئة افترض أنّ عشرة منهم فقط اقتنعوا بمحتويات هذا الموقع الإسلاميّ الهادف وصاروا من روّاده المواظبين وصارت أفكارهم تبنى بمعلومات هذا الموقع عشرة بالألف نسبة جيّدة واحد بالمئة نسبة ليست قليلة إذا كلّ واحد فعل ذلك كسب واحداً بالمئة من هؤلاء بعد مدّة من الزّمن ستجد أنّ الدّعوة الإسلاميّة لقيت خدّاماً وجنوداً كثراً جدّاً بهذا الجهد القليل إذا كلّ واحد استثمر هذا الجهد بقدر ما يستطيع من جهد فلا تزهد بمقدار ما تستطيع فعله وحاول الآن أن تستثمر طاقاتك وجهودك بالطّريقة الّتي تستطيع اكتب مقالاً عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عن نصرة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام سمعت درساً نافعاً لخّص هذا الدّرس واجعله مقالة واكتب هذا تلخيص درس فلانيّ سمعته في مكان كذا وأرسله للجهات الّتي تريد بالجهات الّتي تنفع اكتب قصيدة شعر اكتب مساهمة وجدانيّة خاطرة اكتب ما يخطر ببالك عبّر عن نفسك بهذه الطّريقة لأنّ غيرك من غير المسلمين يعبّرون عن أنفسهم ويدافعون باستماتة عن حريّة التّعبير, طيّب ما بالك أنت متاحة لك حرّيّة التّعبير ولا تستثمرها؟ لماذا لا تستثمر حرّيّة التّعبير مع أنّ هذا الأمر متاح؟ وإذا كان الإعلام الفضائيّ مقصوراً على أناس دون آخرين فإنّ الإعلام الإلكترونيّ متاح لكل النّاس واقترح عليك أن تدخل إلى موقعنا وأن تدخل إلى المنتدى الخاص بهذا الموقع وإلى المنتدى الآخر الّذي خصصناه الآن لنصرة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام والّذي يمكن أن تساهم فيه بما تستطيع من مساهمات وأن تشارك بقدر ما يروق لك من مشاركات حتى تكون المساهمة متناسبة مع قدر سيّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وقيمته العظمى صلوات الله وسلامه عليه - لن أملي عليكم الآن العنوان لأنّه صعب قليلاً ولكن بعد الدّرس يمكن أن نكتبه لك كتابة وأن يأخذه من يشاء - إذاً سوف نرى اليوم سوف أرى عدد الدّاخلين إلى هذا المنتدى المحدث جديداً وبعد يومين أو ثلاثة أيّام سنرى عدد الدّاخلين لنرى مقدار التّجاوب ومقدار استشعار المسؤوليّة للمساهمة بشيء ما لخدمة الإسلام ولخدمة سيّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام, لن أرى عدد الدّاخلين متناسباً مع عدد الموجودين في الدّرس هنا لا قد أضرب العدد بمئة قد أضرب العدد بألف يفترض أن تكون هناك متوالية هندسيّة أساسها الموجودون هنا ثمّ بعد ذلك تضرب بأعداد كبيرة لأنّ كلّ واحد منّا ينبغي ألا يقتصر على نفسه بل ينبغي أن يوجّه نشاطه باتجاه خدمة الآخرين "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" وقد يكون هذا الحدث المؤسف الّذي حدث في الغرب شرارة لانطلاق صحوة إسلاميّة عامّة بقدر ما تكون الصّحوة الآن عامّة وشاملة يمكن أن توجّه وتبرمج فيما بعد باتّجاه نافع, فأقول إنّ الدّعاة إلى البناء والإصلاح كثر ولكننا نريد دعوة منهجيّة تقوم على أسس سليمة لا نريد دعوةً عشوائيّة تأخذ قشور الحضارة الغربيّة وتحاول أن تعيد تغليف الحضارة الإسلاميّة بها إنّما نريد أن نأخذ الحضارة مستقاة من حضارة سيّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه ومن تاريخنا المجيد الّتي تبدأ البناء من الأساس حتى تنتقل إلى الغلاف لا نريد الحضارة الغربيّة الّتي تهتمّ بالأغلفة والقشور لا نريد تقليدهم في ذلك لأننا نمتلك ما يغنينا عنهم وعن حضارتهم لأننا مصدّرون ولسنا مستوردين قادرون على أن نصدّر الحضارة للأرض كلها ولسنا بحاجة إلى أن نستورد شيئاً على الإطلاق عندنا اكتفاء ذاتيّ حضاري من الفكر ومن العلم ومن الاقتصاد ومن الموارد الطّبيعيّة ومن الموارد البشريّة فلا نحتاج إلى شيء من عند الآخرين أبداً نسأل الله أن يُعرّفنا بقيمة ديننا وأن يزيد معرفتنا بقدر نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام وأن يزيد حبّنا فيه و اتباعنا لشرعه وسنّته وهنا أيّها الأحبّة النّقطة الأخيرة وهي من أهمّ النّقاط الّتي نحن أسأنا فيها إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فقصّرنا في حقّه حيث هجرنا سنّته صلوات الله وسلامه عليه وقصّرنا في اتّباع شريعته حتّى صارت محبّتنا له صلوات الله وسلامه عليه محبّة عواطف فقط نحتاج إذاً أن نصدق مع سيّدنا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام العهد وأن نجدد العهد من جديد معه نعاهده على اتبّاع شريعته واقتفاء آثاره وسنّته عليه الصّلاة والسّلام في أخلاقنا وفي أفعالنا في أحوالنا في نفوسنا أوّلاً وفي جوارحنا ثانياً أحضّكم على البحث عن سنّة ميتة من سنن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وتطبيقها ولكنني في الوقت نفسه أخشى أن تظنّوا أنّكم إن طبّقتم سنّة ظاهريّة صرتم أتباعاً للسنّة وإن كنتم مقصّرين بالسنن القلبيّة الأساسيّة كسنّة التّواضع وسنّة الإخلاص بل أقول إنّها فرائض ولكنّها سنن من حيث إنّها من سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أي من هديه وطريقته, فلنحاول أن نزداد تمسكاً بمنهجه وبطريقته في إصلاح نفوسنا أوّلاً وفي إصلاح أحوالنا وسلوكنا ثانياً حتى نكون أهلاً لأن ندافع عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فالدّفاع عنه صلّى الله عليه وسلّم شرف لنا وهو ليس محتاجاً لنا وليس منتظراً لنا حتى ندافع عنه لأنّ الله قال لنا: { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ } يعني نصرتكم وعدم نصرتكم سواء ولكن إن نصرتموه فأنتم الفائزون وإن لم تنصروه فأنتم الخاسرون وإلا فهو ليس محتاجاً لكم ولا ينتظركم حتى تنصروه {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ } نسأل الله أن يجعلنا أهلاً لنصرة نبيّه صلوات الله وسلامه عليه وأهلاً لأن نكون من المحسوبين عليه من أتباعه وأحبابه وإخوانه واذكروا أنّ النّبيّ يحبّكم ويشتاق إليكم بقدر ما تحبّونه وتشتاقون إليه بقدر ما تسيرون على شرعه يكون لكم مكانة في قلبه عليه الصّلاة والسّلام فقد قال في أتبَاعه الّذين صدقوا في اتِّباعه وصدقوا في محبّته [ وددت لو أنّي رأيت إخواني ] يتمنّى أن يرى هؤلاء الّذين أحبّوه بصدق واتّبعوه بصدق وساروا على نهجه بصدق, الّذين يدّعون اتّباعه كثر ولكن الصّدق قطع نادر هو يتمنّى أن يرى هؤلاء الصّادقين في اتّباعه ومحبّته [ وددت لو أنّي رأيت إخواني, قالوا: ألسنا إخوانك يا رسول الله قال: أنتم أصحابي إخواني الّذين آمنوا بي ولم يروني ] اللّهم اجعلنا منهم اللّهمّ اجعلنا من الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه والحمد لله ربّ العالمين اللّهمّ إنّا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعملاً صالحاً متقبلاً اللّهمّ طهّر قلوبنا من النّفاق وأعمالنا من الرّياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة اللّهمّ أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه وحببنا فيه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وكرّهنا فيه اللّهمّ اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنّا سيّء الأخلاق لا يصرف عنّا سيّئها إلا أنت وصلّ اللّهمّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

الملفات الصوتية
الملف الأول
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .