الخطب > من السيرة النبوية 1
من السيرة النبوية 1

بشروا به جميعهم بالإشارة والتلميح حتى بشر به المسيح عيسى بن مريم بالعبارة والتصريح وبدأت الإرهاصات تظهر ، وبدأت بشائر النور تتبلج في هذه الآفاق المظلمة . وهذا هو حال الله مع عباده يخرج النور من قلب الظلام ، وهذه هي سنة الله في خلقه يهدّ الأسوار المنيعة قبل الأسوار الهزيلة ، كلما اشتدت الأزمة آذنت بالانفراج الأشد ..

الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله نحمده نستعين به نستهديه نسترشده ، نتوب إليه نتوكل عليه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وفاسد آمالنا ، ونستغفره من سيئات أقوالنا وأعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له معز المؤمنين وناصرهم ، ومخز الملحدين وقاتلهم ، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا و قائدنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله ، وصفيّه وخليله ، خير نبي ٍ اجتباه وهدىً ورحمة للعالمين أرسله ، بلغ العلا بكماله ، كشف الدجى بجماله ، حسنت جميع خصاله ، صلوا عليه وآله ، اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه ، وارضَ عن خلفاءه الأربعة الميامين ، سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سبطيه الأكرمين أبي محمد الحسن و أبي عبد الله الحسين وعن أمهما فاطمة الزهراء وجدتهما خديجة الكبرى ، وعن عائشة أم المؤمنين ، وعن جميع الآل والصحابة والأهل والأزواج والقرابة ، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ، { وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ، ما للظالمين من حميم ٍ ولا من شفيع يطاع ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } أما بعد أيها الأخوة المؤمنون .
كانت الأعناق مشرئبة والرؤوس مهطعة والآذان مشنفة ، وكانت القلوب متحفزة ، كل ذلك كان على أهبة الاستعداد ينتظر النور بعد أن ساد الظلام وطال عهده ، ينتظر العدل بعد أن كانت دولة الظلم قد سادت في أرجاء الأرض ، ينتظر الحق بعد أن فشى الباطل وانتشر ، وما عاد الحق يُرى إلا بصيصاً من أمل يُنتظر في بقعة من الأرض معلومة ، سوف يشع منها النور في زمان معلوم وسيحمل النور من هذه الأرض في هذا الزمان امرؤ معلوم فالمقدمات كانت معلومة كل ذلك كان معلوماً لكل ذي علم لقد كانوا ينتظرون وينتظرون فأما العلماء فكانوا ينتظرون على بينة وبصيرة وأما العقلاء فكانوا ينتظرون على أمل وشوق ، أما العاقلون فكانوا يبحثون عن الخلاص ولا يدرون أين الخلاص ، رأوا الأصنام تعبد ورأوا البنات والأخوات يتزوجهن المحارم ورأوا الفتيات الصغيرات يوأدن ورأوا مفاسد الأخلاق تنتشر ورأوا أشكالاً من الموبقات في العقيدة والخلق يندى لها الجبين وتنخلع لها القلوب فكانوا يبحثون عن الخلاص ولا يدرون أين الخلاص ، أيكون الخلاص في شرق أو في غرب أيأتيهم الضياء من فرس أم من روم أم من غيرهم ، فمنهم من بحث عن الخلاص في التاريخ فخرجت طائفة حنيفية ، الذين رجعوا إلى توحيد إبراهيم عليه السلام والذين تركوا عبادة الأصنام لعبادة رب الخلق ورب الكون سبحانه ولكنهم كانوا يفتقرون إلى المنهج لأنهم كانوا عقلاء غير علماء .
وعلى الطرف الآخر كان العلماء الذين كانوا يبحثون عن الخلاص ويعلمون من أين سيأتي الخلاص الذين كانوا ينتظرون النور وهم يعلمون أين نبراس هذا النور ، إن نبراس هذا النور في أرض العرب وفي خصوص ٍ من أرض العرب ، أرض بين حرتين يكثر فيها النخل يحمل هذا النور امرؤٌ مخصوصٌ من هذه الأرض المخصوصة إنه رجل معلوم العلامات مشهور الأمارات ، كيف لا يكون معلوماً ومشهوراً والأنبياء كلهم قد بُشروا به وبشروا ، بشرهم به رب العزة سبحانه وبه بشر الخلق كلهم أخذ الميثاق عليهم أن يؤمنوا بهذا النور الذي سيشع في زمن الظلام حيث الأرض طال جدبها وحيث الزمان امتد قحطه وحيث الناس صاروا أحوج ما يكونون إلى ندىً سماوي وإلى مطر إلهي يحيي الأرض الميتة والله على ذلك قادر ولكن لذلك ميعاداً لا يخلف لا يتقدم عنه ولا يتأخر إن الميعاد معلوم دقيق فلابد بأن يأتي الميعاد في وقته ، لقد كانوا ينتظرون الميعاد الذي بشر به كل نبي ، لأنه قد أخذ الميثاق عليه من كل نبي { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتأمنن به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } فلما كان النبي الآخر قبل هذا النور صار هذا التبشير تصريحاً بعد أن كان تلميحاً وصارت البشارة عبارة بعد أن كانت البشارة إشارة فصرح بالنبي وبزمن النبي وباسم النبي { ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد } فذكر ونص عليه شخصا ، هكذا بشر المسيح عيسى بن مريم لأنه به قد وصلت البشارة إلى آخر مراحلها ، قد وصلت البشارة إلى آخر حلقاتها فلابد من أن يحل التصريح محل التلميح وأن تتوضع العبارة موضع الإشارة { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } ومن ذا الذي يسمى أحمد ومن ذا الذي يسمى محمداً لقد كانت علامته أن يسمى محمداً علم ذلك بعض من قرأ الكتب السماوية فسمى بعض العرب بنيهم محمدا ، ولكن لا يغن الاسم عن المسمى ولا يغن المظهر عن الجوهر فليس أحدهم إذا سمي محمدا صار مستوجباً نبوة محمد ، سمي بمحمد قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة من العرب طمع آبائهم أن يكونوا هم الأنبياء ولكن هيهات هيهات أن يتيه الأمين جبريل وهيهات هيهات أن ينزل الوحي في غير محله وأن يتوضع في غير موضعه إن للوحي رجلاً قد أعد من قبل أن يكون رجلاً قد أعد إذ كان طفلاً لا بل قد أعد قبل أن يكون طفلا ً لقد أعد إذ كان جنيناً لا قد أعد قبل ذلك ، قد أعد ببيئته ، قد أعد بوالده ووالدته ، قد أعد في كل صغيرة وكبيرة أخرج عليها منذ خلق ، فلا يمكن إذاً أن تنتقل نبوته إلى غيره . فها هو عبد المطلب إذ يرى في منامه من يقول له سم ولدك محمدا ، أي سم حفيدك محمدا ، يعزم على ذلك ، يسأله أهل عشيرته من أين أتيت بهذا الاسم والعرب ما عرفوه إنه اسم جديد غريب ، يقول لهم مبررا لئلا يعتمد على المنام أمامهم ، يقول أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده الناس في الأرض ، أو أردت أن يحمده الناس في الأرض ويحمده أهل السماء ، وسمي محمد محمدا ، وكان حقاً محمدا ، فهاهم أولاء المشركون يســبونه وينعتونه بخلاف اسـمه ، فيقولون له مذمم قاتلهم الله ولعنهم ، مذمم عوضاً عن محمد فيقول عليه الصلاة والسلام لزوجه الطاهرة خديجة رضي الله عليها : انظري كيف صرفهم الله عني إنهم يسبون مذمما ولست مذمما إنما أنا محمد ، إنهم يسبون مذمما ولست أنا مذمما إنما أنا محمد . حمده الله في السماء وحمدته الملائكة في السماء وحمده أهل الأرض في الأرض
ففي الأرض محمود وفي اللوح أحمد فبوركت محموداً وبوركت أحمدا
بشروا به جميعهم بالإشارة والتلميح حتى بشر به المسيح عيسى بن مريم بالعبارة والتصريح وبدأت الإرهاصات تظهر ، وبدأت بشائر النور تتبلج في هذه الآفاق المظلمة . وهذا هو حال الله مع عباده يخرج النور من قلب الظلام ، وهذه هي سنة الله في خلقه يهدّ الأسوار المنيعة قبل الأسوار الهزيلة ، كلما اشتدت الأزمة آذنت بالانفراج الأشد ..
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
{ فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } لماذا عرّف العسر ونكّر اليسر في هاتين الآيتين ، ذلك قد فسر في السنة إن ثبت الحديث و إلا فقد فسره عمر بن الخطاب رضوان الله عليه إذ ثبت عنه الحديث : إن عسراً واحداً ليس إلا يسراً . { فإن مع العسر يسرا } ، العسر معرفة واليسر نكرة { إن مع العسر يسرا } ، العسر معرفة واليسر نكرة .
إذا قال لك صاحبك ماذا فعلت فأجبته قرأت الكتاب ، ثم سألك اليوم التالي ماذا فعلت فأجبته قرأت الكتاب ثم سألك اليوم الثالث ماذا فعلت فأجبت قرأت الكتاب فإنك في أيام ثلاثة ما قرأت إلا كتاب واحداً لأنك عرفت الكتاب قرأت الكتاب و قرأت الكتاب و قرأت الكتاب أي قرأت الكتاب ذاته في المرات الثلاثة . وأما إذا سألك ماذا فعلت فقلت قرأت كتابا ثم سألك اليوم التالي ماذا فعلت فقلت قرأت كتابا ثم سألك الثالث فقلت قرأت كتاباً فإنك قرأت ثلاثة كتب لا كتاب واحداً لأنك نكّرت فعددت فالتنكير يفيد التعداد.
الله جل وعلا عرف العسر فوحده ونكر اليسر فعدده من أجل ذلك كان العسر واحداً واليسر يسرين ، فإن مع العسر يسراً ، إن مع العسـر ( أي العسـر ذاته ) يسرا ( أي يسراً آخر ) ، من بعد أن تتعسر الأمور عليك أعلم أن اليسر سيأتي مضاعفاً وكلما اشتد العسر سيأتي بعده اليسر أكثر منه بل وأشد حتى أنه يأتي ضعفا .
فإذا كانت الظلمة في عهد الجاهلية البغيضة ، فإذا كان الجهل هاهناك وإذا كان القبح هاهناك ، أشد قبح وأشد جهل على مر الزمان . فإن اليسر فإن النور فإن الجمال الذي سيأتي بعده سيكون أعظم نور وأعظم جمال على مر الزمان ، فها ذي الإرهاصات تظهر ، وكان العقلاء ينتظرون مجهولاً ، وكان العلماء ينظرون معلوماً ، فاتفقوا بالانتظار ولكنهم اختلفوا في هيئتهم إذ انتظروا ، فمنهم من ينتظر متشوقا ومنهم من ينتظر قلقاً ، منهم من كان ينتظر نبوة خاتمة انتظار العطشان للماء الزلال ، انتظار التائه للدليل الرشيد ، ومنهم من كان ينتظر الدليل وهو يعلم أنه سيظهر ولكن انتظار المجرم للحاكم العادل الذي سيدينه وسيجرمه وأولئكم كانوا اليهود ، اليهود علموا فانتظروا ، والنصارى علموا فانتظروا والحنيفيون جهلوا وانتظروا ، كلهم انتظروا على تفاوتهم في درجة العلم عندهم ، انتظروا نبياً معلوماً ، وما أكثر الأمارات التي تقدم له ، والإرهاصات التي تهيئ لظهوره ، نجم في السماء يظهر وزلازل في الأرض تكثر ، وأمارات في السماء ، وأمارات في المكان ، وأمارات في الإنسان ، لا يمكن أن تلعب المصادفة دور ولو ضئيلاً مع كثرة العلامات التي لابد من أن تتوافر كلها فإن أخطأت واحدة منها فليس النبي هو النبي .
أما الزمان فإنه زمان فسق وفجور سائدين ، وزمان جهل وعماية تسيطران .
نجم في السماء ظهر علم منه كل ذي علم أن النبي نجمه قد بزغ ، يحكي حسان بن ثابت رضوان الله عليه عن ذلك فيقول : كنت غلاماً يفعا في المدينة المنورة حيث كانت يثرب قبل أن تنور وتطيب ، إذ صعد واحد من يهود ، صعد حصناً عالياً مشرفاً ، ونادى بني جلدته اليهود : يا معشر يهود يا معشر يهود . فاجتمعت إليه يهود المدينة ، فأخبرهم بالخبر العظيم الجليل الذي عرفوه فانتظروه قال لهم : لقد ظهر نجم أحمد الذي ولد به هذه الليلة ، لقد علموا ليلة ولادته فضلاً عن الزمان العام . لقد ظهر نجم أحمد الذي ولد به هذه الليلة ، وأما أن الزلازل في الأرض تكثر فإن ذلك في رواية ضعيفة السند أخرجها البيهقي في دلائل النبوة من طريق مروان بن الحكم عن أبي سفيان بن حرب رضوان الله عليه وهو يروي ذلك قبل أن يسلم قال : كنت أنا وأمية بن أبي الطي في بلاد الشام فلقينا راهباً ، فأخبرنا أن نبياً سيظهر وأن أمارته أن ترجف الأرض من تحت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ثمانين رجفة وأنه بقيت منها رجفة واحدة ، زلزلت تسع وسبعين زلزلة وبقيت الزلزلة الثمانون وأنه سيقع بظهور هذا النبي شر ومفسدة عظيمة ، قال ثم مضينا فلقينا ركب فسألناهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ، قالوا : هل ثمة خبر ؟ قالوا : نعم لقد رجفة الأرض رجفة دخل على الشام منها شر عظيم إنها الرجفة الثمانون فيما لو صح الخب ،ر كانت تلك أمارة أخرى وإرهاصاً آخر من إرهاصات نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، كانوا يعلمونه في علاماته وأمارته .
فهاهو سلمان الفارسي الذي تبرأ من كل انتماء قبل الإسلام وغير الإسلام ليكتفي بانتمائه إلى الإسلام كان قبل الإسلام ( مابه ) فتسمى سلمان وكان أبوه بودقشان من بلدة جي في أصفهان من بلاد المجوس فما عاد يتسمى باسمه ولا ينتسب إلى أبيه ما نسل بودقشان ! صار سلمان ابن من ؟ ، كان إذا سئل من أبوك ؟ أجاب : أبي الإسلام أبي الإسلام ، لقد انتسب خير نسب فنسب خير نسب انتسب إلى الإسلام وتبرأ من أبيه من النبي فنسبه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : سلمان منا آل البيت . كان سلمان باحثاً عن الحقيقة كان مظهراً من مظاهر الظامئين وأنموذج من نماذجهم أنموذجاً للظامئ الذي كان ينتظر المطر ، كان ينتظر الندى كان ينتظر عيلة ونهلة تروي صداه وتطفئ ظمأه ، خرج من بلاده من أصفهان من بلاد فارس يبحث عن الحق ورأى أن الحق عند النصارى ، وكان ذلك حقاً في ذلك الزمان فاتبع النصرانية وصحب رهبانها وقساوسها ، فمن راهب فاسق من رجل يأكل أموال الناس بالباطل إلى راهب صالح رجل ربانيّ إيماني ٍ يدعو إلى الله يدعو إلى التوحيد والإيمان ، يموت هذا فيرشده إلى الآخر يموت الآخر فيرشده إلى ثالث أو رابع إلى ثالث من الصالحين رابع منهم جميعاً وهو في ذلك يقطع آلاف من الأميال فمن بلاد فارس إلى بلاد الشام إلى العراق إلى الشام ثانية يقطع مسافات ومسافات وهو بذلك راض ٍ حتى حضرت الوفاة آخرهم فسأله : إلى أين ترشدني أن أذهب بعد أن تموت فقال إنه لم يبق على وجه الأرض أحد مثلي ومثل صاحبي كل من بقي الآن من الرهبان أناس يأكلون أموال الناس بالباطل وإنما أدلك على نبي سيبعث هذا وقت بعثته قال: أله أمارات قال : نعم ، سيظهر في أرض بين حرتين يكثر فيها النخل ، يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة . له أمارات في مكان وأمارات في زمان وأمارات فيه كإنسان أما الزمان فقد حان وأما المكان فلابد من أن يبحث عنه لأن اقتراب المكان يسير واقتراب الزمان عسير فإذا يسر الله لسلمان أن يوجد في زمان النبوة فإن البقية منوطة به فهو الذي ينبغي أن يبكر باختراق حواجز المكان وأما الإنسان فإن علاماته شاهدة حاضرة . يرى قافلة من اليهود فيطلب منهم إيصاله إلى أرض العرب ويقبلون بذلك على أن يعطيهم أجرة ما عنده من أغنام فيقبل ، ولكنهم يهود وحسبك بكلمة يهود شتيمة عظيمة حسبك أن تقول عن اليهودي أنه يهودي حتى تسبه مسبة لا أعظم منها لأن كلمة يهودي تحتوي كل مفاسد البشر وغير البشر كل مفاسد البشر والشياطين معاً في هذه العبارة الصغيرة يهودي ، لم يرض اليهود في غنم سلمان إلا أن استعبدوا سلمان فجعلوا ابن السيد والسيد عبداً جعلوا من كان والده سيداً في قومه وكان هو كذلك رقيقاً مباعاً في سـوق النخاسة وسلمان في ذلك راض ٍلأنه يريد الوصول إلى الحقيقة .
إذا كان امرؤ في كهف مظلم يبحث عن ضياء وصار يدوس في الكهف على أوحال وأطيان وصارت كلاب تنهشه وتعضه وصار أناس يسبونه ويشتمونه وصار يتعرض لأشكال من الأذى فهل يبالي بذلك إذ هو يبحث عن منفذ يرى النور من خلاله أم إن ذلك كله يتلاشى إلى جوار الهدف السامي الذي هو بصدد البحث عنه بلى إن ذلك يتلاشى وكذلك كان سلمان كان بصدد البحث عن غاية سامية توصله إلى هدف قاص عال لذلك هو لا يبالي حراً كان أم عبداً لأنه حر إذ هو يبحث ، حر إذ هو يريد أن يرى النور .
بيع سلمان من رجل إلى آخر حتى آل لرجل من أهل المدينة وهاجر النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وسمع سلمان بخبره فجاءه ليمتحنه ، وما كان رسول الله ليمتحن ، ولكن امرأً ما دخل الإيمان إلى قلبه بعد لابد أن يمتحن فإذا آمن ترك الامتحان وأخذ بالإسلام والإيمان ، أخذ بالتسليم والانقياد . لابد من أن تقبل نقاش المناقش وجدال المجادل واعتراض المعترض ما دام غير مؤمن معك . فإذا جادلك ملحد فلا تستشهد له بآيات من القرآن بل استشهد له بأحكام العقل والمنطق لأنه ما كان مسلماً حتى يكون مسلّماًً فلابد أن تحاوره بلغة التي يفهم بها ، إنه يمتحن الاسلام بالعقل فاقبل بهذا الامتحان حتى تنجح أنت وإسلامك بالامتحان عندها لابد له من أن يسلم الانقياد لرأيك .
جاء سلمان بعد أن عرف علامات المكان فها هي ذي الأرض التي وصل إليها محاطة من جانبيها بحرتين أي بجبلين أسودين من الحجارة السوداء ، وهاهو ذا يقترب أكثر فأكثر فيرى النخيل أكثر أشجارها ويرى التمر ومشتقاته جل ثمارها تحققت أمارتا المكان فبقي الإنسان ، تظهر النبوة ويهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فيأتيه سلمان بطبق من تمر ويقول له : إني أراك رجلاً غريباً فخذ هذا صدقة لك ولأصحابك فيضعه عليه الصلاة والسلام أمامه ويأمر أصحابه بأن يأكلوا ولا يمد يده هو عليه ولا يأكل ، { إنا آل البيت لا تحل له الصدقة } ( يرى عليه الصلاة والسلام سبطه رضوان الله عليه يمسك بتمرات من مال الصدقة فيأكلها فيقول كع كع أما علمت أنا لا تحل لك الصدقة .كعٍ كعٍ كلمة تقذير { أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة } . الصدقة أوساخ الناس فالنبي عيه الصلاة والسلام وآل بيته وهم أشراف الناس منزهون عن أوساخ الناس ) لا يأكل النبي من الصدقة تحققت أمارة يأتيه ثانية بطبق فيقول رأيت أنك لا تأكل الصدقة فجئتك بهدية فكل أنت وأصحابك فيأكل ويأكل أصحابه رضوان الله عليهم ما بقي إلا الإشارة الأخيرة التي بها ينفتح آخر مصراع من الباب ليلج سلمان رضوان الله عليه من بناء الكفر إلى دار الإيمان ومن صحراء الضلالة إلى حضر الهداية . تبقى البشارة الأخيرة خاتم النبوة خال بارز في ظهر النبي عليه الصلاة والسلام الشعر محيط به من أطرافه يجعل سلمان رضوان الله عليه يلف بالنبي عليه الصلاة والسلام من أطرافه ويدور حوله ويتحين فرصة يرى فيها ما بين كتفي النبي عليه الصلاة والسلام ، يا سلمان تعال من الباب ولا تأتي من ظهر البيت ، اطلب من رسول الله عليه الصلاة والسلام ما تريد دون أن تبحث عنه خلسة ، أما وإنك لم تطلب ذلك من رسول الله فإن رسول الله سيعطيك ما تريد من دون أن تطلبه سيعطيك ما تريد من دون أن تطلبه ، يقوم عليه الصلاة والسلام إلى سلمان وهو يدور حوله ، يريد أن يبحث عن الخاتم ، فيبتسم ويلتفت إليه ويسدل رداءه عن كتفيه ويقول : يا سلمان هاك الثالثة يا سلمان هاك الثالثة ، خذ العلامة الثالثة التي تبحث عنها ويسلم سلمان فيكون سلمان الخير ويصير سلمان أهل البيت ويصير سلمان ابن الإسلام .
لقد علموا العلامات دون أن يروا صاحبها فأخذوا أجر الإيمان به دون أن يروه كما أخذ أجر الإيمان به أولئك : أخذ أجر الإيمان به ورقة بن نوفل الذي قرأ أمار أته في كتاب الله السابق في التوراة والإنجيل فها هو ورقة يستقبل محمداً عليه الصلاة والسلام مع زوجه خديجة بعد أن نزلت الآيات المباركات الخمس الأول من سورة العلق :{ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } هاهو يقول إنه الناموس الذي أنزل على موسى وعيسى ابن مريم يا ليتني فيها جذع إذ يخرجك قومك حتى أنصرك يقول أومخرجي هم ؟ يقول : ما جاء نبي ٍ بمثل ما جئت به إلا أخرجه قومه وحاربوه ، ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يومها قد شق القمر ، وما كان الصخر قد تكلم بين يديه ، وما كان قد كثر الطعام القليل ، وما كان قد كثر الماء القليل ليروي الجيش العطش ، وما كان قد ظهرت على يديه معجزات كثيرة التي تأخرت ، إنما كان آتياً بدين علموه من قبل أن يروه ، قرؤوه من قبل أن يعاينوه فهاهو راهب بصرى الذي يقال إنه بحيرا يستقبل النبي عليه الصلاة والسلام وهو الصبي الذي اصطفاه عمه أبو طالب دون أبناءه جميعاً وهو ابن أخيه ولكنه ابن أخ ٍ أحب إليه من ولد هاهو أبو طالب يمضي بالنبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الصيف إلى بلاد الشام ويدخل الركب ركب قريش القبيلة التاجرة إلى بصرى وعند بصرى صومعة راهب وهم في كل عام يدخلون بصرى وفي كل عام يمرون من صومعة الراهب ولا يحدث حدث غير أن الأحداث هذا العام سارت على نحو ٍ مغاير لأن بصرى قد استقبلت قدراً عظيماً ولأن الراهب قد رأى خبراً جليلاً فنزل الراهب لاستقبالهم وما كانت تلك عادته ، وأكرمهم وبجلهم وما كان هذا دأبه ودعاهم إلى طعام ٍ إلى وليمة هيأها لهم ، فاستغرب القوم ذلك وما من عادة بحيرا في أي عام في رحلة قريش في الصيف إلى بلاد الشام أن يحتفي بهم هذا الاحتفال ، ويمضي الركب إلى بحيرا ليلبي الدعوة غير أنهم احتراماً لبحيرا رأوا أنه ليس من احترامه و تقديره أن يأخذوا معهم أطفالاً و صبيان وكان معهم في القافلة صبي فتي ، لذلك ارتأوا أن يتركوه عند متاعهم ولا يذهبوا به إلى بحيرا احتراماً له وما كان الفتى إلا محمداً عليه الصلاة والسلام وينظر بحيرا في وجوه القوم ويتفحص فيها فلا يرى فيها بغيته ولا يرى فيها ضالته أين الذي دعوتكم من أجله أظننتم أني اكترث لكم أتظنون أنكم تمثلون عندي شيئاً ، يسألهم : أفيكم أحد غائب ؟ يقولون : لا ، إلا فتياً صغيراً ارتأينا أن لا نأتي به . قال فهاتوه فذهبوا فأتوا برسول الله عليه الصلاة والسلام تركهم بحيرا وخلا بنبيه وسيده محمد بن عبد الله الفتى الصغير ، خلا به وسأله عن أحواله من طعامه وشرابه ومنامه ويقظته عن أحوال حياته ، وكل ذلك عندهم معلوم ، يعلمون تفاصيل رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحوال حياته بشكل دقيق ، فرأى فيه كل علامة يعرفها ، عرفها ثم عرفها ، عرفها بقراءتها ثم عرفها بمعاينها ، يأتي أبو طالب إذ استغرب هذه الخلوة يريد أن يشارك الحديث ، فيسأله بحيرا من أتى بهذا الغلام ؟ يقول أبو طالب أنا أبوه . قال : ليس من الضرورة أن أشرح له تفاصيل حياته مات أبوه وهو حامل فكفله جده ثم مات جده فكفلته أنا وأنا عمه فاختصر الطريق وقال أنا أبوه وظن أن كذبته لا تنكشف فقال له بحيرا لست أباه ولا ينبغي لأبيه أن يكون حياً إنما مات أبوه وأمه حامل به لست أباه ولا ينبغي لأبيه أن يكون حياً إنما مات أبوه وأمه حامل به فذهل أبو طالب لما يسمع وقال صدقت إنما أنا عمه قال فارجع به إلى بلدك فإن يهود الشام إن سمعوا به فسوف يقتلونه لأنه سيبطل لهم دينهم .
هذا هو محمد المبشر به المهيأ له ولا بل قبل ذلك كانوا يخشونه .
ورد في الخبر أن حليمة بنت أبو ذؤيب من بني سعد بن بكر مرضعة النبي عليه الصلاة والسلام لما أخذت رسول الله لترضعه وأخذت نساء قبيلتها صبياناً من قريش ليرضعنهم ذهبن جميعهن إلى راهب وكانت هذه هي العادة يذهبون بالأطفال الصغار إلى راهب كاهن ليدعو لهم ويبارك فيهم ووقفت المرأة تلو المرأة في رتل عند هذا الراهب ليدعو للطفل ويأخذ أجرته متاعاً من الدنيا ووصل الدور إلى حليمة وبيد حليمة أعظم مخلوق خلق ، وينظر الراهب إلى هذا الغلام ، لا بل ينظر إلى هذا الطفل الصغير الذي لا ينطق والذي لا يفصح ولكن يُفصح عنه ، ينظر إليه فإذا به يقطب جبينه وإذا به تتغير ملامح وجه وإذا به ينادي جزعاً فزعاً : اقتلوا هذا الغلام اقتلوا هذا الغلام . فتفزع حليمة لذلك وهي التي قد رأت من بركات النبي ما جعلها تعشقه تقول لم نقتله ؟ فيقول لها : هذا الطفل إذا كبر فسوف يحطم أصنام العرب ويبطل دينهم ، هذا الطفل إذا كبر فسوف يحطم أصناف العرب ويبطل دينهم . هذا هو ، وهذا وهو فتى وهذا وهو شاب كل الأنبياء علموه وكل الأنبياء به بُشروا وكل الأنبياء به بَشروا وبعض الأنبياء عنه عبروا وبعضهم به لمّحوا حتى إذا انقطع عنهم البعث جعل اتباع الأنبياء ينتظرونه لأنهم علموا علاماته وعرفوا أماراته علموا السماء ما يحدث بها والأرض وما يحل بها والناس ما سوف يكونون وهو ما فيه من علامات دقيقة فصلت في كتاب الله السابق وفي تفاسير الأنبياء لكتاب الله فمنهم من انتظره ليؤمن به وكان جل هؤلاء من النصارى ومنه من انتظره حتى لا يؤمن به بل ليكذبه وجل هؤلاء من اليهود ، فهاهو حيي بن أخطب عليه لعنة الله بعد أن هاجر النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة ، يمضي إليه هو وأخوه أبو ياسر بن أخطب ويسألانه أسئلة كثيرة ، يريدان أن يثبتا أنه ليس النبي المنتظر وأن هناك علامات فيه ليست هي علامات النبي المنتظر ولكنهم يعجزون فما من شيء رأوه فيه إلا وقد قرؤوه عنه وما من شيء قرؤوه عنه إلا وقد رأوه فيه ، فكان ما قرأوا وما رأوا لازماً وكائناً معاً فرجع حيي وأخوه أبو ياسر والخيبة تكبلهما والخزي يقطر منهما حتى وصلا إلى ديارهما ديار بني النضير ، وبنو النضير كانوا يسكنون خارج المدينة كما كنا فصلنا وكذلك بنو قريظة وأما بنو قينقاع فكانوا يسكنون داخلها قريبين من مسكن رسول الله ، ومع ذلك لم يتكلم حيي طوال الطريق بكلمة واحدة لأن اليهود قوم ذوو كتمان حتى دخل حيي بيته ومعه أبو ياسر وتكلما داخل البيت إذ البيت في آمان ولكن الخبر وصل إلينا لأن حيياً لم يحسب هذا الحساب لم يسحب أن في بيته امرأة سوف تكشف السر يوماً هي بنته فلذة كبده أمنا وسيدتنا صفية بنت حيي أم المؤمنين وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي من الله عليها بأشكال المنن فأسلمت وتزوجت رسول الله عليه الصلاة والسلام . يقول أبو ياسر سائلاً حيياً سؤالاً مختصراً فيه من الرموز الشيء العظيم يقول : أهو هو ؟ وانظر إلى دقة هذا السؤال : أهو هو ؟ فيجيب حيي ممتعكاً : هو هو . فيسأله أبو ياسر : فما تنوي أن تفعل ؟ يقول : والله لأكذبنه ولأخبرن الناس أنه ليس النبي المنتظر .
هكذا كانوا يعلمون ويعرفون ثم ينكرون ، عرفوا إذ قرؤوا وأنكروا إذ رأوا ، علموا إذ قرؤوا علم اليقين ، و علموا إذ رأوا وعاينوا عين اليقين ، ولكن لا علم اليقين أغنى ولا عين اليقين أغنى إذ كان يمنع إيمانهم ضعف اليقين . علماء النصارى علموا فانتظروا معظمهم انتظار التائه للسراج ، علماء اليهود علموا فانتظروا معظمهم انتظار المجرم للحاكم ، وعقلاء العرب جهلوا فانتظروا شيئاً لا يعلمونه ، كلهم رأوا وكلهم علموا لكنهم تفاوتوا بعد ذلك فيما فعلوا مع هذا الذي علموا ، تفاوتوا إذ ظهر النبي عليه الصلاة والسلام في موقفهم تجاهه فمن هو رسول الله ؟ من هو الذي أطلنا الكلام حوله وما أطلنا ، أسهبنا في كلامنا عنه وما وفينا ، تكلمنا عن موضعه بين الأنبياء وعن أنه أخو الأنبياء وناسخ شرائعهم ومصدق لهم ومهيمن على شرائعهم ثم تكلمنا عما قدم الأنبياء من إشارات له ، وعم انتظر أتباع الأنبياء من هذه الإشارات ، فمن هو هذا النبي ، وما هي النقاط الهامة الرئيسة التي ينبغي أن نتعرف عليها في هذا النبي إن هذا سيكون بإذن الله تعالى موضوعاً لأحاديث متواترة في أسابيع قادمة بإذن الله تعالى أقول هذا القول واستغفر الله .

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بوحدانيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الشفيع المشفع في المحشر ، ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن لخبر ، أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وأحثكم وإياي على طاعته وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره ، واعلموا أنه لا يضر ولا ينفع ولا يصل ولا يقطع ولا يعطي ولا يمنع ولا يخفض ولا يرفع ولا يفرق ولا يجمع إلا الله ، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه وثنى بملائكة قدسه وعرشه ، فقال تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
اللهم أيد الإسلام وأعز المسلمين وأعل وأنصر يا مولانا الحق والدين ، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه إلى كل خير ومن أراد بالإسلام والمسلمين شراً فخذه أخذ عزيز مقتدر وأجعله عبرة لمن أراد أن يتذكر أو يعتبر ، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ، لا تدع اللهم ذنباً لنا إلا غفرته ولا هم إلا فرجته ولا كرباً إلا نفذته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا مبتلىً إلا عافيته ولا ضالاً إلا هديته ولا مظلوماً إلا نصرته ولا ظالماً لنفسه إلا أصلحته ولا ظالماً لنا إلا قصمته ولا دعاء إلا أجبته ولا حاجة لك فيها رضىً إلا تفضلت علينا بقضائها يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا كاشف الملمات يا سامع الأصوات يا رب الأرضين والسماوات يا مبدل السيئات حسنات بدل سيئات حسنات يا ظهر اللاجئين يا جار المستجيرين يا أمان الخائفين يا دليل المتحيرين يا مقوي الضعفاء ، إنا ضعفاء فقونا إنا محرومون فاعطنا إنا فقراء فأغننا إنا أذلاء فأعزنا إنا مقهورون فانصرنا إنا مذنبون فتب علينا واغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم ردنا إليك رداً جميلاً ، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأهلك يا مولانا الكفرة والملحدين أعداءك أعداء الدين ، اللهم عليك بأعدائك اليهود فإنهم لا يعجزونك اللهم لا ترضنا بنصر دون المسجد الأقصى اللهم لا ترضنا بنصر دون قبة الصخرة اللهم لا ترضنا بنصر دون تحرير كل المسلمين ، وكل شبر من بلاد المسلمين اللهم عليك بأعدائك اليهود فإنهم لا يعجزونك ....

الملفات الصوتية
الملف الأول3.24 MB
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .