مواضيع متنوعة > ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان

اجتهد المسلمون على مدى مئات السنين في العبادة في هذه الليلة ، فمنهم من اقتصر على العبادات المشروعة وسن فيها السنن الحسنة ، ومنهم من زاد على العبادات بدعاً وزاد على السنن الحسنة سنناً سيئة .
أما عند علماء المسلمين فإن هذه الليلة موضع خلاف.....

ليلة النصف من شعبان ليلة اشتهر أمرها عند عامة المسلمين ، وعُرف فضلها عند الداني و القاصي منهم ، حتى إن منهم من بالغ في فضل هذه الليلة حتى جعلها خيراً من ليلة القدر .
اجتهد المسلمون على مدى مئات السنين في العبادة في هذه الليلة ، فمنهم من اقتصر على العبادات المشروعة وسن فيها السنن الحسنة ، ومنهم من زاد على العبادات بدعاً وزاد على السنن الحسنة سنناً سيئة .
أما عند علماء المسلمين فإن هذه الليلة موضع خلاف ، هل هي ثابتة الفضل والتميز أم إنها ليلة كباقي ليالي شعبان لا يميزها عن بقية الليالي شيء ؟ وسبب هذا الخلاف اختلافهم في أحاديث وردت تبين فضل هذه الليلة ، أحاديث تعددت ولكن ليس فيها حديث متفق على صحته ، مسلم بثبوته .
فمنها الحديث الذي يرويه الإمام الترمذي والإمام ابن ماجه والإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، والذي يخبر فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذه الليلة فيغفر لعدد عظيم من عباده مثل شعر غنم كلب .
ومنها الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري والإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : { إن الله تعالى يطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم إلا لمشرك أو مشاحن } كما في رواية ابن ماجه عن أبي موسى أو { إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لمشاحن وقاتل نفس } كما في رواية أحمد عن عبد الله بن عمرو .
ومنها ذاك الحديث الذي تناقلته الألسنة كثيراً والذي صار أشهر من كثير من الأحاديث الصحيحة والذي رواه ابن ماجه وعبد الرزاق في مسنده عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها....} إلى آخر هذا الحديث .
وهذه الأحاديث مشهورة ولكن ليس فيها حديث صحيح ، فمن العلماء من أخذ بهذه الأحاديث أو ببعضها على سبيل الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ، فعمل بها وعلم فضلاً لليلة النصف من شعبان من خلال هذه الأحاديث ، ومنهم من لم يسلم بصحة الأحاديث ولا بجواز العمل بها فلم يثبت لليلة النصف من شعبان فضلاً متميزاً عن غيرها .
ليلة النصف من شعبان ليلة محتملة الفضل وتجلي الله سبحانه وتعالى في كل ليلة ثابت في أحاديث وفي آيات ، والله سبحانه وتعالى له باب قبل المشرق لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها ؛ باب التوبة ، مفتوح في ليلة النصف من شعبان وفي باقي ليالي شعبان وفي الشهور كلها في لياليها وفي أيامها ، لا يغلق باب التوبة ، فإذا كان لليلة النصف من شعبان فضل محتمل فلا بأس أن يغتنم المرء هذا الفضل المحتمل ولا بأس أن يستأنس بحديث ضعيف على أن يعلم ضعفه وألا يسلم بثبوته وصحته وعلى ألا يعتقد بمفاده من ثواب أو عقاب ، لا بأس أن يغتنم نفحات في هذه الليلة قد تكون في كل ليلة ولكن إذا اعتقدنا أن النفحات في هذه الليلة خاصة فالله تعالى لن يحرمنا ما اعتقدنا فلا بأس أن تغتنم ليلة من ليالي شعبان وشعبان كله يغتنم كما قال عليه الصلاة والسلام : { هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان} .
ونحن بإذن الله تعالى بعد صلاة السنة نبين كل ما يمكن أن يقال حول هذه الليلة من فضائل صحيحة أو غير صحيحة ، وما يفعل في هذه الليلة من أفعال صحيحة وغير صحيحة ثم نبتهل بإذن الله تعالى إلى الله تعالى عسى الله تعالى يكتبنا في ديوان المقبولين نسأل الله تعالى أن يجعل ليالينا كلها ليالي تجليات و نفحات وبركات و رحمات ؛ إنه خير مسؤول وأكرم مجيب ، و الحمد لله رب العالمين .

الملفات الصوتية
الملف الأول 292.61 KB
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .